يسلك مدرب منتخب لبنان السابق، الألماني ثيو بوكير، الطريق إلى جانب مرفأ بيروت، كل يومٍ تقريباً. لا يزال يعمل مدرباً في أكاديمية أتلتيكو، وهو يقطن في جونية. في الرابع من آب، حين انفجر المرفأ، لم يكن بوكير هنا. كان في إجازةٍ في بلده الأوّل ألمانيا، لكن الأكاديمية التي يعمل فيها تضررت بشكلٍ كبير. مكتبه كاد أن يختفي. يقول، إن «أحداً ما كان ليبقى على قيد الحياة هناك، لولا أن الدوام ينتهي قبل وقت حصول الانفجار».
عاد بوكير إلى لبنان مجدداً. هو هنا اليوم، ولا يخطط للذهاب إلى ألمانيا إلا في السنة المقبلة. سيقضي عيد الميلاد ورأس السنة في بلده الثاني.
على الرغم من الأزمة المالية التي يعاني البلد منها، لكن مدرب أندية الحكمة والعهد والنجمة وطرابلس سابقاً، لم يفقد الأمل، ولن يفعل. «لم يبقَ أحد من مدربي الأكاديمية الأجانب. المدربون الفرنسيون الخمسة غادروا، والأندية استغنت عن أجانبها. بقيت وحدي هنا»، يقول بوكير، في مقابلةٍ مع «Newsylist». «منزلي هنا، أنا عربي أكثر من كوني ألماني». ليست المرة الأولى التي يقول فيها بوكير هذه الجملة. في مقابلةٍ مع جريدة «الأخبار» عام 2019، أشار إلى أنه يحب لبنان أكثر من أي بلدٍ آخر، وأنّه لا يُفضّل ألمانيا على البلد الذي يعيش فيه حالياً. الألماني قال حينها: «إذا لعب المنتخبان اللبناني والألماني بمواجهة بعضهما، سأشجّع لبنان».
اقرأ أيضاً: مقابلة | ربيع عطايا: اخترت اللعب مع أحد أكبر الأندية الماليزية
المدرب الذي وصل مع منتخب لبنان إلى المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 2014، وكانت لديه فرصة الوصول إلى المونديال، لولا فضيحة المراهنات، أشار إلى عدداً من اللاعبين في الأكاديمية توقّفوا عن الحضور بسبب أزمة فيروس كورونا، أو بسبب الأزمة المالية، إذا كان النادي يحصل على مبلغ 150 دولاراً مقابل كل ناشئ. على الرغم من ذلك، يبقى بوكير، صاحب الـ72 عاماً، حاضراً، وفياً للبنان، الذي تعرّف من خلاله على زوجته اللبنانية.