خسارة أولى في افتتاح مشواره في بطولة كأس العرب «قطر 2021»، تلقاها المنتخب اللبناني أمام نظيره المصري، بهدفٍ دون رد، سُجّل من ضربة جزاء.
كما جرت العادة في المباريات القليلة الماضية، أظهر المنتخب اللبناني انضباطاً دفاعياً جيّداً، أمام خصمٍ يفوقه في الإمكانات الفنّية والتكتيكية والبدنية. التطور الدفاعي بدأ يتضح أكثر مع المدرّب إيفان هاشيك، لكن ما يحتاجه المنتخب أبعد من ذلك بكثير.
فقدان التركيز في الأوقات الحاسمة
مواجهة مصر أمس، سيناريو متكرر لمباراتي إيران والإمارات، في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم «قطر 2022»، حين خسرهما المنتخب اللبناني في اللحظات القاتلة. هدفان ضد إيران بعد الدقيقة 90 وهدف أمام الإمارات في الدقائق العشر الأخيرة. ضد مصر تكرر الأمر، هدف من ركلة جزاء كان من الممكن تفاديها، قبل ربع ساعة تقريباً من النهاية. لا يمكن تحميل أيّ لاعب مسؤولية هذا السيناريو، المشكلة جماعية لها أسبابها. يتحمل حارس المرمى وخط الدفاع على وجه الخصوص، والفريق بشكلٍ عام، عبء المباراة طوال دقائقها. اللعب بطريقة دفاعية بحتة طيلة المواجهة تظهر نتائجه في اللحظات الأخيرة، عندما يكون اللاعبون قد أفرغوا كلّ ما لديهم، بدنياً وذهنياً، حينها ينخفض التركيز ويقل العطاء، تظهر الأخطاء الفردية وتنتهي المباراة بالخسارة.
ماذا بعد التطور الدفاعي؟
لا يُمكن الاستمرار بتطوير الجانب الدفاعي دون أيّ تحسّن ملموس على المستوى الهجومي. الاستمرار بهذا الشكل يعني سيناريوهات متكررة في المباريات القادمة، صمود دفاعي وروح قتالية وتلقي الأهداف في الوقت القاتل. الجهاز الفني مُطالب بإيجاد الحلول، عليه العمل أكثر على تطوير عملية الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، تكثيف التدرّب على هذا الجانب واستغلال كلّ فترة توقف دولي لخوض المباريات. أيضاً، البحث أكثر عن لاعبين أمثال باسل جرادي، يجيدون لعب الأدوار الهجومية والتصرّف بالكرة، سواء في الدوري اللبناني أو في الخارج، لتقديم الإضافة المطلوبة. لا يمكن لأيّ فريق كرة قدم اليوم أن ينجح بمنظومة دفاعية فقط، لا تملك أي فكرة عن كيفية الانتقال من العملية الدفاعية إلى الهجومية، وإنهاء المباراة بصفر تسديدات على المرمى.
المهمة ليست سهلة، لكن العمل على إنجازها مطلوب لضمان استمرار التحسّن والوصول لمستويات أعلى في السنوات القادمة.